قانون التوازن في كون الله الواسع
" وخلق كل شئ فقدره تقديرا "
هذا التوازن المذهل بين النسب التي يتكون منها الغلاف الجوي حيث يتكون من ستة غازات .. 78% من النتروجين .. 21% من الأكسجين .. وغازات أخرى توجد بنسب قليلة ..
وهذا الغلاف الذي قد يخيل إليك انه خفيف الوزن يضغط على الأرض بمعدل 15 رطلا فوق البوصة المربعة الواحدة يخص الأكسجين منها 3 أرطال فوق كل بوصة مربعة .. وجدير بالذكر أن نسبة الأكسجين الموجودة في الهواء في القدر الذي قدره الله تقديرا وهو المعدل اللازم لتنفس سائر المخلوقات التي تعيش فوق هذا الكوكب ..
وآية التقدير هنا .. لو كانت نسبة الأكسجين 50% بدلا من القدر الحالي 21% .. فماذا كان يحدث ؟؟؟
الذي كان يحدث هو زيادة قابلية الغلاف الجوي للأرض للاشتعال بما يساوي معدل ارتفاع هذه النسبة ..
وبمعنى آخر .. لو اشتعل عود كبريت واحد .. لكان كفيلا - والحالة هذه - بتحويل جو الأرض والموجودات فوقها إلى جحيم رهيب في طرفة عين .. !! ..
نستنتج إذن من قوانين تنظيم الأرض .. قانون التوازن .. وهو جزئية من قوانين كلية تنتهي في النهاية إلي القانون الإلهي العام الأعظم للكون ..
فليطمئن الانسان انه في رعاية الله وحفظه التي جعلت كل شئ بمقدار ..
سبحانك ربي ..
تطبيق آخر لقانون التوازن
من آيات الله في الخلق تقديره لكل شئ حق قدره .. فقد صمم الخالق الثلج بحيث تقل كثافته بنسبة كبيرة عن كثافة الماء .. الأمر الذي يترتب عليه طفو الثلج فوق سطح الماء وعدم استقراره في أعماق البحار والأنهار والبحيرات .. ولو لم يكن ذلك .. لكان الماء كله قد تجمد في البحار والأنهار والخزانات المليئة به عند هبوط الثلج إلي القاع ..
ومن رحمة الله تعالى بنا .. أن جعل معادلة تكوين الثلج متسقة مع جزيئات القانون الإلهي العام الأعظم للكون .. بحيث يسخر الثلج لوظيفة سقف حافظ لحرارة الماء تحته .. فينعدم بذلك تجمد معظم الماء .. ولا يتجمد إلا بالقشرة العلوية الرقيقة .. رحمة بالأسماك والحيوانات في البحيرات وإبقاء لها على قيد الحياة لتساهم في تمكين الانسان من الخلافة في الأرض ..
سبحان من خلق كل شئ فقدره تقديرا .. روعي فيه الدقة في التقدير والتسوية .. وقدره تقديرا وهيأه لما يصلح له .. وكل شئ عنده موزون ..
لتحقيق قانون آخر للتوازن
هندسة البناء الكوني
المتأمل في هندسة البناء الكوني يلاحظ بوضوح أن مجموعة الكواكب سخرت لتدور في حركة منتظمة حول الشمس ... كل منها له مدار إهليليجي الشكل .. ولو اتخذ الانسان لنفسه مكانا بعيدا في الفضاء .. فإنه يرى دوران جميع الكواكب والنجوم حول الشمس في اتجاه عكسي لحركة عقارب الساعة .. وتشبه تماما طواف المسلمين حول الكعبة .. وكذلك جميع الأقمار والتوابع تدور حول الكواكب في مدارات متسقة مع النظام العام للمجموعة الشمسية .. والمجموعة الشمسية كلها وشمسها تدور في نفس هذه الحركة عكس عقارب الساعة حول محورها ..
ومن مظاهر هندسة البناء الكوني أيضا .. وضع الأجرام السماوية . فكل الدراسات وخلاصات الرصد تكشف عن حقيقة إلهية عظيمة هي لا نعرف سرها .. ولكن نلمس مظهرها .. وهي .. خاصية اتساق الترتيب للكواكب والنجوم والأفلاك في نظام يتحقق معه ثبات المسافات بين هذه الأجرام .)لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر)
قانونا صارما نهائيا مطلقا صادقا شاملا لكل شمس من شموس الكون .. يجبر كل الأجرام والأفلاك أن تحترم مواقعها التي حددت لها ..
فالشمس لا يمكن أن تدرك القمر .. أي لن تستطيع أن تزيد في قدرتها الذاتية على الدوران بسرعة اكثر مما حدد لها .. ولن تستطيع أن توسع من دائرة فلكها بحيث يصطدم بفلك القمر أو الأرض .. لان القدرة الإلهية حددت لكل جرم سماوي سرعته بقدر .. فإذا دار الجسم حول نفسه بسرعة فائقة فلا بد أن تكون نصف قطر الدائرة التي يدور فيها صغيرا .. وكذلك لو دار حول نفسه بمعدل نصف السرعة السابقة فلا بد أن يكون نصف قطر الدائرة التي يدور فيها ضعف نصف قطر الدائرة السابق ....
تبارك الذي بيده ملك السموات والأرض ...
لو بحثنا في موسوعات الفكر والعلم وقواميس اللغة ..ما وجدنا كلمة أروع ولا أدق من "السباحة" لحركة الأجرام السماوية .. فهو القانون يقرر أن ما بين الأجرام السماوية ليس فراغا تاما .. وإلا انعدمت سباحة النجوم والكواكب والتوابع ..
يقرر القانون الإلهي .. أن ثمة مادة ما تسبح فوقها الأجرام في حركتها وسبحها .. فالفضاء الكوني سحب من الغاز الخفيف المخلخل مخلوط بالغبار الكوني يتخلل ما بين النجوم من مسافات .. ومعظم الغاز عبارة عن هيدروجين (ابسط الذرات .. إلكترون واحد + بروتون واحد لكل ذرة) وربما كان ابسط مادة في الكون كله ... وهناك أيضا بقايا السحابة السديمية الأولى .. ومن نتاج ذلك كله .. نجد أن ما بين الأجرام ليس فراغا وإنما مادة تسبح فوقها النجوم والكواكب والتوابع ...
والشمس تجري فوق هذه المادة ومعها كل أسرة الكواكب والأقمار نحو مستقر لها .. أي أنها (مع كونها تدور حول نفسها) تدور بنا أيضا على حافة مجرتنا مبتعدة عنها بمقدار 12 ميلا في كل ثانية .. ومعها الأسرة كلها ... وفي الكون شموس تنطلق هي الأخرى مبتعدة بمقدار 8 أميال في الثانية ومنها ما يفوق 33 ميلا في الثانية بل منها ما يسير بسرعة 84 ميلا في الثانية ......
سبحانك اللهم الذي جعلت كل شئ بقدر ....